Thursday, March 20, 2014

ما لا يعرفه الكثيرون عن د. هبة رءوف عزت

منذ فترة وأنا أقرأ من الهجوم والنيل من السيدة الفاضلة د. هبة رءوف عزت وكنت لم أقابلها ثم تسنى لي أن أعرف بعضا مما تفعل فأحببت أن أنشر بعضا فقط مما تفعل هذه السيدة غير طالبة في ذلك شكرا أو ثناءً من أحد، رزقها الله الإخلاص في القول والعمل وهدى الله من يتفننون في الهجوم عليها بدافع حب الدين والوطن وهم لا يعرفون ما الذي تقدمه وما تبذله.

أولا إعتزلت الدكتورة هبة الحديث عن السياسة على وسائل التواصل الإجتماعي قبل خمسة عشر يوما من الإنقلاب، أي في نفس فترة حكم د. محمد مرسي، ولعل ذلك يبرئها من تهمة الهجوم عليه حتى سقط فسكتت كما يردد الكثيرون.

وهنا أود أن أرجع بالزمن إلى الوراء إلى مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الإمام حسن البنا عندما وجد أن نفرا من الإخوان خرج عن أمر الجماعة وانتهجوا نهج العنف فتنصل منهم قائلا مقولته الشهيرة "ليسوا إخوانا ولا مسلمين"، ثم في أيامه الأخيرة قال ما معناه "لو أن لي أن أصحح شيئا لوددت أن أرجع إلى التربية مدة أكثر"...

ومن هذا المنطلق بدأت المربية الفاضلة بنهج هذا الطريق، طريق التربية، والذي هو أساس كل ما نعاني منه، بعدما شعرت أن المعترك والميدان السياسي ليس معتركها ولا ميدانها في هذا التوقيت، بل التربية والأخلاق فبدأت درسها الأسبوعي بمسجد السلطان حسن وكان يحضر لها أناس من مختلف التوجهات بل والأديان، وأعيد وأقول أن هذا حدث قبل الإنقلاب العسكري بأكثر من نصف شهر.
والسؤال الآن ما العيب والجرم في ذلك ؟

ثم ما لبث أن حدث الإنقلاب وبدأ الناس بمناداتها حتى نداء السيسي لتفويضه لمحاربة الإرهاب المزعوم، وقتها كتبت مقالة مطولة مفصلة بعنوان "الحشود والجنود" والتي شرحت فيها أبعاد الموقف كله من الألف إلى الياء وتبعاته والكوارث المترتبة عليه، ولم يقرأ أحد شيئا وظلوا يهاجمونها بنفس الهجوم بالرغم من أنها لم تسكت ثم كتبت في مجلة مركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية مقالا بعنوان "ما بعد الإسلاموية"، وأنا قرأت المقالتين بنفسي ووجدتها لم تترك شيئا إلا وقد كتبته، ولكنها لم تذكر كلمة "إنقلاب" ولكنها ذكرت ما هو أسوأ ألا وهو "الجماهيرية" ولم يعر أحد إهتماما لما كتبت غير أنها لم تكتب ما يريدونه هم وكأنها يجب أن تكتب ما يريدون لا ما تراه هي كأكاديمية تُدرس في جامعات بالخارج وتعلم ما لم يعلمه مهاجموها الذي يجعلها تكتب ما يفهمه من يقرأ ويعي وليس ما يقرأ لكي يبحث عن كلمة فقط لكي يصنف ثم يهاجم لكي يستريح نفسيا من عناء التفكير ومشقة الإنصاف.

وأخيرا وليس آخراً..
إسألوا من كان بالسلطة عن دورها في النصح وتقديم يد العون في اللجنة الإستشارية لوضع الدستور في ٢٠١٢.
واسألوا الأكاديميين بالخارج ورواد المؤتمرات الدولية عن دورها في إيصال الرؤية الصحيحة والدفاع عن الحق.
هذه المقالة ليست للدفاع عن السيدة الفاضلة فهي ليست بحاجة إلى دفاع ولكني والله أخاف عليكم أن تقابلوا الله وأنتم ظالمين لها غير واعين لما تقولون.
وفي النهاية أنا لا أطلب منك أن تكف عن هجومك فكل إمرئ بما كسب رهين ولكني فقط شعرت أن هذا واجبي تجاهها أن أشهد شهادة حق أمام الله في وقت لا يفرق فيه الناس بين الصديق والعدو وبين الخائن والمخلص ولا يرحم، والله على ما أقول شهيد.

0 comments: