Sunday, September 12, 2010

الاصلاح يسبق الجهاد دوماَ

يقول الدكتور طارق السويدان في كتابه "فلسطين... التاريخ المصور" بعد خيانة الفاطميين وتسليم القدس للنصارى سنة 1099 ميلادياً بدأت ردود فعل المسلمين تظهر لرد القدس و هذه أحدى المحاولات:

عام 1112 أي بعد 13 سنه من خيانة الفاطميين... تحت ضغط العلماء وجهدهم الدؤوب لتنشيط وإشعال الحماس في قلوب الشعب والحكام، بدأ أول تحرك مضاد من قبل المسلمين بحركة جهادية بقيادة العلماء، واستجاب لهم حاكم الموصل فقط من جميع البلاد الإسلامية، وكان يحكم الموصل رجل تركي مسلم اسمه "مودود"، دعا هذا الرجل للجهاد، فاستجاب له خلق كثير، وبدأ النس يتوافدون إليه، ثم ما لبث أن قاد جيشه هذا نجو "الرًها"، واستطاع أن يفتحها ويقتل بعض النصارى ويأسر بعضهم، ومن الأسرى أخذ بعض الأرمن الذين تعانوا معهم، وبدأ بعض الأمل يعود للمسلمين بهذا الفتح.

عام 1113 توافدت جموع من المسلمين الذين بعثتهم بوادر الأمل الي "مودود"، فشكل منهم جيشاً وتحرك نحو القدس، وشعر النصارى بخطر الجيش الزاحف نحوهم، ولم يكن لدى "مودود" إلا جيش متناثر الأطراف، في مواجهه قوة عظيمة من النصارى كانت قد تجمعت بعتاد وأعداد ضخمة، ثم اشتبك الطرفان في معركة هائلة لم يستطع أحد الطرفين أن يحسمها لصالحه، ورأى "مودود" أن يعيد ترتيب صفوفه فانسحب نحو دمشق، نزل في المسجد الأموي يوم الجمعة، فتربص له أحد رجال "الحشاشين" (الفرقة الباطنية الضالة)وقتلة غيلة.

ولعل في ذلك قمة الخيانة، أن يعمد أحد ممين يدعون الانتساب للإسلام فيقتل مجاهدأ مسلماَ بعث الله فيه أمل الأمة المحطمة، ولكن هذا-كان وما يزال- ديدن الفرق المنحرفة والباطنية، فهم يضمرون العداء للمسلمين ومن خالفهم أكثر من عدائهم للكفار والنصارى واليهود ومن والاهم.

ويروى أم ملك النصارى في القدس لما سمع بخبر اغتيال "مودود" ضحك وقال "إن أمة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها؛ لحق على الله ان يبيدها.

وتوقف الجهاد لم يبق الا الإصلاح حتى عام 1145 وظهر القائد المجاهد "عماد الدين زنكي" وقد تربى على أيدي العلماء أمثال الإمام الغزالي والإمام الطرطوشي لكي نعلم أن الاصلاح يسبق الجهاد دوماَ